الجمعة، 29 مارس 2013

رواية تلك العتمة الباهرة




















عندما بدأت في قراءة رواية تِلك العتمة الباهرة للكاتب الطاهر بن جالون كانت أقرأ بعاديةِ تامة قرأت وقرأت حتى بدأت الأحداث تشدنيّ بدأت أتخيل شكل سجن تزمامارت وبطل الرواية بدأت أعيش مع أحداث الرواية وأرى السجناء يموتون واحِد تلو الأخر ميتات بشِعة جداً ، شعرت بمن تصلّب بطنة ولم يستطِع إخراج فضلاته حتى مات ! شممتُ رائحة العفن الذي تسرب في السجِن وشعرتُ بالتقزز عندما إنتشرت بويضات الصراصير في كيس خبز أحدهم اليابس عندما بدأ بإلتهام بيوض الصراصير ومات مسموماً دون أن يشعر ، سمعتُ ترتيل القرآن المُجلجلة عند كل وفاة ، وشعرتُ بالعتمة التي يعيشون فيها بين تِلك القبور الضيقة التي يُطلقون عليها سجون ، شعرت بالإيمان يختزِل في قلب البطل وهو يصلي ويتأمل طوالِ وقته حتى نجى بإعجوبة شعرتُ بعصفور الرجاء والحمامة التي تهافتوا عليهم ، شعرت بهم وهم يدفنون أصحابهم واحد تلو الأخر ، وشعرت بنعمة النور ، و شعرت بألم يعتصِر بين السطور ! كنت في البداية أحسب ذلك ضرباً من خيال الكاتب وأن كُل تِلك العشرين عام التيّ عيشت في سجون مقززة مجرد أشياء لا تمتُ للواقِع بصلة ، شدّتني الرواية على أن أذهب لمحرك البحث وأبحث عن زنازن تزمامارت ، صدمت بأن كُل ما كان حقيقة في مكان نائِ في مدينة المغرب ، عندما حدث إنقلاب في عهد حسن الثاني ، ودون أن يدرك الجنود أنها ثورة أنصاعوا إلى سيارة كبيرة إلى قصر الملك بأسلحتهم لم يُدركوا أنهم سيواجهون هذا المصير المرّ ، رواية نالت منيّ ولم أستطِع نسيانها حتى بعد الإنتهاء منها ، حقاً أبدع الطاهر بن جالون .






الأحد، 17 مارس 2013

نومٌ قلقْ




_
















استمعُ لحزني استمعُ له جيداً أنهُ يُحدثني بصوتٍ خافت أعجزُ عن الردِ عليه ! أخبرهُ بهدوء الليل ماذا تُريدني أن أفعل ؟ أستجديّ الدمع فلا يأتي أستلقيّ على الفِراش فيهربُ النوم ويدعونيّ الوهم تحت سقفِ من السرابّ أرى مدنٌ لم أزرها ، تلثمنيّ عجوزٌ بالقبل لم أرها من قبل ، يرحبُ بي نادِل مطعمٍ لم أزره يأخذُ منيّ سترةٌ لم أشتريها ! ، ويلوحُ لي شابٌ وسيم ذا ملامحَ لا أعرفُ منها شيء ، تهديني بائعة ورد باقة ذات جورياتٌ ورديّة وتقول لي بصوتِ خافت مازلتِ تعشقين هذا اللون كأيامِ طفولتِك ، أبتسمُ لها ببلادة إبتسامة لا أعرفها فأقول لها لقد عشقتُ اللون الرماديّ هل لي بيجوريّة رماديّة .. فتضحك ! أبدوا غارقةٌ في الوهم حتى يرّن منبهي ويضعُ فوق كتفايّ طوقُ النجاه أفزع من نوميّ أقصدُ صحويّ وألثمُ وجهي بالماء البارد شيء فشيء يبدأ رأسي بالصحو ، وأفكرُ بطريقةِ جديدة لأحزن