السبت، 3 نوفمبر 2012

تفاصيل

 
 
 
 
 

 
 
 
هُناك تفاصيل لا نُلاحِظها بأعيننا على الرغمِ من قُربها الدائم لنا ..
لتوّ أعرف أننا ننظر لمن نُريّد ! 
سواء كان ما نُريده أشياء أم أشخاص ! 
 
دائماً ما أفتح دُرج خزانتيّ الصغيرة أو عبثُ به يومياً 
ولكِنني لتوّ اليوم إكتشفتُ أننيّ أدسُ في زاويته مروحةٌ صغيرة 
تحمل اللون البنفسجيّ والأخضر أخبئها منذُ أيامِ طفولتيّ 
ولست أدريّ لماذا لم أتخلصُ منها بعد ! 
 
 
والمنديّل أيضاً هو الأقرب لسريريّ في غُرفتيّ 
هو الأهم الذيّ يُزعجنيّ نفاذِه ..
و دئماً أُسرع لأحضر علبه جديدة عند النفاذ 
ولكننيّ لتو أُدرك أن قدّ خط عليه أسم " فيروز " ! 
 
 
اللوحةُ المُغبرة التيّ لتوّ أدرك أنها تحملُ أزهارِ مُمتدّة رُسمت 
أسفل اللوحةِ وأعلاها ،  و ملمسُها الناعِم البارِز على تفاصيل اللوحة ! 
... و كلمات خططتها على الجِدار وأنا ألعب في طفولتيّ
لتوّ أعيدُ النظِر لها وأحاولُ فكّ طلاسِمها البريئة ! 
 
 
تفاصيّل قد نغيبُ عنها نظنها تافهة عندما نكون بالقربِ منها 
ولكِننا في ساعةِ ما نشعُر بالألم حيال فقدها ... 
 
مثلِي هذا الصباح الوحيّد الذي جعلني أثرثرُ هنا وأتذكر
 
نعم كنتُ مع صديقاتيّ مُجتمعين في صفّ واحد 
نثرثرُ كثيراً ونسخطُ من تفاصيّل الشرح وطولِ الحصص
نفتعلُ المشكلات وأحياناً نبتسم بغباؤه على مايجب البكاء عليه 
نطبطب على قلب صديقة بسُخريّه عطوف ، فتهدأ وتتفائلُ ملامِحها 
لا نعرِف أننا سنواجه ما هو أشدّ من ملل الدروس 
لم نعرف أننا سنواجه الوحِدة والغرباء وأننا سنحتاج للوقتِ الطويل كيّ نتأقلم 
كُنا نقول أننا نعرفُ كل شيء وأننا سوف نمرّ كما مرّ غيرنا بيسّر 
لم نعرّف تعُرجات الطريق ، لم نعرِف رغبة الوصول 
والسقوط المُفاجئ ! 
 
نكبر يوماً بعد يوم ، تُصبح الأشياء أكثر غرابة 
نكبرُ فيقلُ مقدار الصحب ويقلُ الحديثَ الفوضاويّ
والبحثُ عن طريقةِ واضحة للخروجِ من المتاهات ، على الرغمِ 
من عدمِ وجود تِلك الطريقةُ التيّ رسمناها في مُخيلتنا 
ولكِننا فقط نُحاول أن نكسِر شيء ما من الخوف المُختبئ
ونوهم أنفسنا أن هُناك طريقُ واضح لنسِلكة ، ونخرج بعافيةِ كاملة 
دون خدوش ! 
 
 
نستمرُ في هذا الكون الفسيحِ رُغم أنوفنا نمشيّ حيثُ المجهول 
مُسلمين للأقدار ، نعلمُ أننا بتِلك الدرجة الضعيفة التيّ تُجبرنا على الخضوعِ 
للقدر مهما علينا ونزلِنا ، أنها العدالة التيّ تُطمئننا وتستكينُ بنا 
بعد نفاذ الحلول والمحاولات التيّ نبذلها ، بعد أن نكون على شفى يأس أو كسرِ عاتيّ ،
تُصبح الأمور بخيرٍ جداً ... فالحمدلله . 
 
 
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق