السبت، 1 ديسمبر 2012

أسبابِ بكاء كاذِبة

 


  

..



أبكي لأن هذا الصباح كان بارداً جداً وقدّ كنتُ وحيدةً فيه ..
لأن السائِق تأخر كثيراً ، ولأن السماء اليوم لم تكترِث ليّ ولم يتساقط المطر كما ظننتْ .. 
لأن نباتاتيّ الصغيّرة قرب النافذِة يكبرون ببطىء شديد حتى نفدِ صبريّ 
ولأن القهوةِ التيّ شربتها اليوم مع قليلاً من السكر لسعت طرف لِسانيّ
ولأن دوناتِ الشُوكلاته علقَ بطرفِ شفتيّ السفلةِ ولم أنتبه إلا في وقتِ متأخر ..
لأن جواليّ الجديد صارَ مُزعج أمسكه بأطرفِ أصابعيّ و اودُ أن ألقيّ به على الطريقّ السريع حتى تدهسه السيارات العابرةِ بسرعة ثم أأخذُ أشلائه المتبعثرِة وأرميهِ في قمامةِ كبيرة .. 
لأن حقيبتيّ ثقِيلة والطريقُ طويل ولأن مبانيّ الكلية بارِدة ولأنني نسيت أين أذهب وأين تقبع محاضرتيّ الوحيّدة يوم السبت ! 
ولأن وجهيّ في المرآة صار أكثرُ شحوباً ولأن عينايّ تعتريهُما هلاتٍ سوداء على الرغمِ من أننيّ نمتُ باكِراً !
لأن ساعتيّ تعطلت فيّ منتصفِ الطريق ..
ولأن السفر والطائرات والحقائب الكبيرّة وكابتن الطائِرة ذهبوا لوطنِ آخر 
دون أن يأخذونيّ معهم ! 
لأنيّ أريدُ مكتبةِ واسعة خاصتيّ أضمُ كتبها إليّ ..
ولأن غُرفتي أتسعت شقوقِ الجدرانِ فيها وشوهتها ، ولأن البناياتِ الشاهِقة في وطنيّ يقطِن داخِلها نهابون وحمقى كُثر .. 
ولأن شوارِع الوطن لا تُغريّ للمسيّر لمقهى بالقرب ولا إلى محطِة الباصات ولأن أوقاتِ الإنتظار في وطنيّ ليسّت لذيذة بل شاغِرة بالضجر .. 
لأن ساعيّ االبريد لا وجود له ولان صنادِيق البريد مؤصدةٌ ولا أجد لها مفاتِيح ! 
ولأن القِطط صارتَ مُزعجة جداً ، والعاصفير تحولوا إلى حمقى لايُجيدون التغريد ، ولأنني مازلتُ أختلقُ ألف عذرٍ ساذج لأبكي !! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق